صراخ المرأة رسالة!

ذات يوم اتصلتُ بإحدى الصديقات وهي إنسانة دمثة الأخلاق، هادئة، وديعة تتميّز بنبرة مريحة وصوت رخيم، حينما تتحدّث إليك يدب الخدر إلى نفسك فتسترخي، كنا نتجاذب موضوعاً بشكل رتيب حتى اعترضها ابنها فأزعجها، ويبدو أنّها كانت تدفعه خارج الحجرة، بينما يلج في عناده ففقدت السيطرة على أعصابها وصرخت صرخة عنيفة، فغلظت نبرتها وفحشت ألفاظها وكأنّما خرج من داخل هذه الإنسانية الرقيقة كائن فظ، قلب صورتها من النقيض إلى النقيض فكان صوتها جافاً، مشروخاً مزعجاً.
فلو دخلت أغلب بيوتنا لوجدت أغلب النساء يصرخن في تعاملهنّ اليومي مع الأزواج والأبناء، بفعل الضغط والتوتر والسعي إلى إنجاز شؤون البيت بشكل سريع ومثالي، وعندما يخرجن خارج البيت فإنهنّ يرققن أصواتهنّ ويضفين على نبراتهنّ دفئاً وحناناً، ربّما لإستعادة إحساسهنّ بأنوثتهنّ وليثبتن لذاتهنّ أنهنّ لم يخسرنها بفعل إيقاع الحياة الضاغط والسريع، ففي الحقيقة أنّ المرأة حينما تصرخ تفقد كل جاذبيتها وأنوثتها، وتشوه جمالها حتى لو كانت كاملة الأوصاف، ناهيك عن الصراخ والصوت العالي الذي يفقد البيت سكونه وهدأته.. والمرأة معذورة بعض الشيء فإن مسؤوليات البيت والأسرة كلّها فوق كتفيها، وحينما تصرخ تحت أي ضغط أو موقف يستفز أعصابها، فإنّها تتنفس بشكل لا شعوري وتعبر عن إرهاقها اليومي وإهمال زوجها وأولادها لخصوصيتها واحتياجها إلى الراحة، لتلتقط أنفاسها فهي تعمل لتزيد من دخل الأسرة وتدير شؤون البيت، وترعى أفرادها فرداً فرداً وكل فرد منهم عالم قائم بذاته له احتياجاته، برامجه، مشاكله، متطلباته وهي تبذل جهداً مضاعفاً لتوفير هذه الإحتياجات والتوفيق بين الأبناء وكثير من الأزواج للأسف سلبيون داخل بيوتهم يحمل الواحد منهم زوجته عبئاً مضاعفاً، فيزيد من توترها وضغوطها والذي ينتهي في آخر المطاف إلى انفجار متمثل بنوبات صراخ ترعب كل من في البيت.
الحل هو أن تخصّص المرأة وقتاً خاصّاً بها لتستريح، لتسترخي، لتتنزه مع صديقاتها لتعيش خصوصيتها، وأن تبتعد عن المثالية التي ترهقها أحياناً فإنّ الأبناء ليسوا بمستوى واحد من التفوّق، أو أنّ البيت ليس نظيفاً بشكل كامل، أو أنّ الزوج ترك الحجرة مبعثرة.. إلخ. عليها أن تتعامل مع هذه الأشياء بهدوء وأن تفوض بعض المسؤوليات إلى الزوج والأبناء، فإنّ ذلك أدعى لراحتها وهدوء أعصابها.

شككرا نورانة على الطرح الجميل والمفيد ثااااانننكككككككككككك يوووهههه