نلتقي
وإياك هذا اليوم على أعتاب العشر الأخيرة من رمضان ،نلتقي ونحن نتذكّر ذلك
الفرح الذي عم قلوبنا بالأمس بلقاء هذا الشهر، واليوم نقف على أعتابه عشره
الأخيرة، وهو ماضٍ بصفحاتنا،راحل بأعمالنا ، فماذا يا ترى لدينا في
أيام الوداع ؟ إن المتأمّل في هذا الشهر يجد دون تروٍّ أن هناك حكمة عظيمة
من وراء شرعيته ، لقد جعله الله تعالى على قسمين ، عشرون من أيامه جعلها
الله تعالى فرصة لأخذ مزيد من الطاعة ، وترقى بنا خلال هذه العشرين في
فضائل الأعمال التي جاءت في لحاف البشائر على لسان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ثم جعل الله تعالى هناك فرصة مضاعفة من فاته شيء من الفضل ، جعل
الله تعالى هذه العشر الأخيرة بمثابة مسك الختام للوداع ، واختصها الله
تعالى بليلة القدر ، تلك الليلة التي تعدل ثلاث وثمانين سنة وبضعة أشهر في
تاريخ الإنسان .
أخي الحبيب : دعني أبارك لك هذا اللقاء ،
أهنئك أيها المسلم وأنت تصافح أعظم ليالي العام ، إنني أشعر أيها الحبيب
وأنا أحدثك على أعتاب هذه العشر أن ثمة فرصة تعاود الكرة عليك من جديد ،
ثمة فرصة هذه المرة تفتح لك أبواب النعيم ، ثمة فرصة تغسل أدرانك ، وتذيب
أخطاءك ، وتحيلك إلى أعظم مخلوق بين يدي ربك . أيها المسلم إن الفرص تلوح
لكنها قد لا تعود ، والمؤمن الصادق هو من يستغل الفرص حين ما يرى بريقها ،
فهيا أخي الفاضل نكتب بعض مآثر الرجال في عشر رمضان !